السلامة أولاً

لقد أظهرت لنا التحديات التي واجهناها في عام 2020 أن موظفينا هم أهم أصولنا وأن الحفاظ على سلامتهم أكبر مسؤولياتنا.

تنطوي طبيعة القطاعات التي نعمل فيها على مخاطر على الدوام، لذلك فدورنا هو الحد من تلك المخاطر قدر الإمكان. ومع ذلك، فقد شهد عام 2020 للأسف ثلاث وفيات، وهي خسارة كبيرة لنا.

يمكن لكل فرد في شركة معادن أن يسهم في خلق بيئة عمل آمنة لا وجود فيها للوفيات والإصابات الخطرة.

وأنا أعلم أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تحوّلاً جذريًا في السلوكيات على مستوى الأفراد وعلى مستوى الشركة. لذلك تظل إحدى أولوياتنا الرئيسية هي تحسين أدائنا في مجالات البيئة والصحة والسلامة والأمن. ويمكنكم الاطلاع في هذا التقرير على التقدم الإيجابي الذي أحرزناه في تحقيق هذا الهدف. فمثلاً نجحنا هذا العام في إتمام 10 ملايين ساعة عمل آمنة في أعمال بناء مشروع "أمونيا 3" الضخم.

أما في منجم منصورة ومسرة لإنتاج الذهب، فقد أتممنا 4 ملايين ساعة عمل آمنة. كما حققنا تقدمًا كبيرًا في تقليل العدد الإجمالي للحوادث التي تستوجب الإبلاغ عنها والتي تحدث في مواقعنا بشكل عام. ومع ذلك، فأنا مصمم على أن هذه ليست سوى البداية. فقد وضعنا معايير جديدة لإدارة البيئة والصحة والسلامة والأمن وستصبح هي الركيزة الأساسية في أعمالنا في المستقبل.

أما فيما يخص ضمان توفير مكان عمل آمن، فأحد مجالات التركيز الرئيسية للجميع في شركة معادن هو تحسين رؤية قيادتنا وتواجدها في الميدان. ولقد كانت الحاجة لذلك واضحة للغاية خلال جائحة كوفيد- 19 هذا العام. فقد تعلمنا دروسًا قيمة من الصعوبات التي واجهناها في إدارة مواقعنا عن بعد، كما تغلبنا على التحديات الأولية للتعامل بشكل جيد مع الجائحة، ونجحنا في حماية موظفينا وتشغيل أصولنا وتلبية احتياجات عملائنا.

كذلك، كان تحقيق التوازن الصحيح بين التنمية والبيئة محط تركيز الجميع في جميع أنحاء العالم هذا العام. وبصفتنا شركة تخطط على المدى البعيد، فنحن ندرك مسؤوليتنا ليس فقط تجاه عملاء ومجتمعات اليوم، وإنما تجاه عملاء ومجتمعات الغد أيضًا. لذلك، نعمل باستمرار على تقليل بصمتنا البيئية وتحقيق الاستدامة في جميع مواقع عملنا.

وتعد مراكز التميز الجديدة في مجالات البيئة والصحة والسلامة والأمن التابعة لنا، والتي تم إطلاقها في عام 2020، من الأدوات الرئيسية لتحقيق ذلك. وستوفر هذه المراكز الخبرة والتوجيه اللازمين لجميع أعمالنا لتحسين الأداء في مجالات البيئة والصحة والسلامة والأمن.

تطور التميز

شهد عام 2020 أيضًا إطلاق مبادرة أخرى رئيسية ومحورية لمستقبل شركة معادن بنجاح، وهي "برنامج معادن للتحوّل". ولا شك أن هذا المشروع التقني الضخم سيكون بمثابة حافز للنمو في المستقبل، حيث ستتم إعادة تصميم أنظمة وعمليات تقنيات المعلومات والاتصالات الرئيسية لدى الشركة لضمان التوافق بين الموارد البشرية والعمليات والتقنيات. كما سيساعد هذا البرنامج في الاستفادة الكاملة من إمكانات التحوّل الرقمي للعمل بشكل أكثر ذكاءً وتحسين الخدمات التي نقدمها لعملائنا. ومن المؤكد أن الاستخدام المتزايد للتقنيات سيجلب تحديات وفرصًا جديدة. لذلك، ونتيجة لهذه الزيادة في الاتصال، لابد من رفع مستوى اليقظة والانتباه للمحافظة على ضوابط الأمن السيبراني لحماية أصولنا الحساسة وعلامتنا التجارية. وتحقيقًا لهذه الغاية، أطلقت شركة معادن نظام إدارة الهوية والوصول (MIAM)، لدعم وتعزيز قدراتنا في مجال الأمن السيبراني وضمان التزام شركة معادن بأعلى معايير الأمن السيبراني العالمية.

وفي الختام، نحن فخورون للغاية بالعمل الذي قمنا به في عام 2020 لتحقيق أثر محلي حقيقي في المملكة العربية السعودية. فمع أن شركة معادن ذات تواجد عالمي، إلا أنها شركة محلية في الصميم. فشركتنا شركة سعودية فخورة تعمل على أساس الثقة المتبادلة والتعاون البناء لدعم المصالح الأشمل للحكومة السعودية والمساهمة في تحقيق رؤية 2030.

لقد حققت شركة معادن نموًا كبيرًا على المستوى المحلي في عام 2020، حيث حصلنا على تراخيص جديدة للاستكشاف والتعدين، وقمنا بتأمين إمدادات المياه اللازمة للمشاريع المستقبلية، مما مكّن شركتنا من العمل بفاعلية في ظل القيود الصارمة التي تفرضها السلطات السعودية للتخفيف من آثار جائحة كوفيد- 19 .
والطريقة الوحيدة التي سنستمر بها في تحقيق أهدافنا هي من خلال العمل المتسق والمتفاني لفريق شركة معادن الذي يظل أثمن ما لدينا.

لذلك أود التوجه بالشكر لجميع أفراد أسرة معادن على مساهمتهم في نجاحنا المستمر وأتمنى للجميع عامًا مليئًا بالازدهار والرخاء.