التنمية المستدامة

 

الأمن السيبراني

 

مع زيادة التطور التقني والتحولات الرقمية التي يشهدها العالم أصبحت المجتمعات أكثر ترابطاً واتصالاً مع بعضها البعض، وأخذت مخاطر الأمن والإرهاب السيبراني بالازدياد وباتت التهديدات الإلكترونية تظهر بشكل أكبر وأكثر من أي وقت مضى. وعليه، أمسى الأمن السيبراني ضرورة ملحّة للشركات عبر مختلف القطاعات، وعلى الأخص صناعة التعدين، وهي إحدى الصناعات التي تتطلب درجة عالية من التقدم الرقمي والأتمتة والترابط الإلكتروني مما جعل منها عُرضة للتهديدات والهجمات السيبرانية.

وباعتبار معادن إحدى أسرع شركات التعدين نمواً حول العالم، فإنها تعطي موضوع الأمن السيبراني أولوية قصوى تتطلب قدراً كبيراً من الاهتمام والحرص المتواصل، إذ يُمكن لهجمة سيبرانية واحدة أن تهدد كامل البنية التحتية الرقمية للشركة وأنظمة التحكم الصناعية لديها، وبالتالي قدرتها على أداء واستمرارية أعمالها على أكمل وجه.

الإجراءات المطبّقة داخل الشركة

في إطار سعيها لمجابهة مختلف التهديدات السيبرانية، تحرص معادن على الامتثال بأعلى المعايير المطبقة دولياً، واعتماد أفضل الممارسات العالمية في تقييم وإدارة المخاطر، كما أنها قامت بتطوير وتطبيق إجراءات داخلية مشدّدة لتعزيز الأمن السيبراني في جميع قطاعاتها ومرافقها مع الحرص على اعتماد أنظمة المراقبة والتحكم على مدار الساعة والقائمة على الذكاء الاصطناعي الذي يسمح لها بالاستجابة والتصدي لأي عمليات مشبوهة سواءً فيما يختص بأنظمة المعلومات أو الشبكات أو أنظمة التحكم الصناعية المسؤولة عن إدارة عمليات التصنيع والتعدين في مصانع الشركة.

أهمية تدريب الموظفين وتوعيتهم

تعتبر معادن منسوبيها خط الدفاع الأول في مواجهة التهديدات السيبرانية على اختلافها، لأن كل ما يتطلّبه الأمر هو دخول البرمجيات الخبيثة إلى جهاز كومبيوتر واحد فقط، كي يتسبّب ذلك بتعطّل النظام بأكمله. ومن هذا المنطلق، تحرص الشركة على تزويد منسوبيها ببرامج التدريب والتطوير والتقييم المستمرة، والتي تساعد في ترسيخ حس الوعي والمسؤولية ضمن الثقافة المؤسسية بما يساهم في الاستجابة للهجمات السيبرانية المحتملة التي قد تتعرض لها الشركة. وفضلاً عن ذلك، تدأب معادن على تعيين خبراء في الأمن السيبراني بشكل استراتيجي مدروس والاستثمار في تنمية قدراتهم وصقلها، بما يساهم في تعزيز إمكانات الشركة في مجابهة التهديدات.

مسؤولية مشتركة

نظراً لطبيعة الهجمات السيبرانية من حيث أنها نادراً ما تستهدف شركة أو كياناً واحداً فحسب وباعتبار أن المهاجمين السيبرانيين يقومون بالبحث عن مواطن الضعف في الأنظمة لاستغلالها والدخول عبرها، فليس بمقدور جهة واحدة منفردة التعامل مع تلك الهجمات، إذ من المرجّح أن يقوم المهاجمون باستهداف أحد مورّدي الشركة للدخول إلى بنيتها التحتية الرقمية وتخريبها. ولهذا، تعمل معادن عن كثب بالشراكة مع مورّديها ومزودي خدماتها لضمان حماية الأمن السيبراني.

إلى جانب ذلك، تدأب معادن على التعاون والتنسيق مع مختلف الجهات المعنية للارتقاء بمعايير الأمن السيبراني وخفض أثر المخاطر الناجمة عن التهديدات، إلى جانب بنائها لشراكات مع نظرائها في القطاع الصناعي محلياً ودولياً والجهات الرائدة في مجال الأمن السيبراني والهيئات الحكومية المسؤولة في هذا الخصوص وعلى رأسها الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في المملكة لتبادل الخبرات والمعارف والاستفادة من التجارب لتوحيد الجهود المشتركة نحو رفع مستوى الأداء والحماية من الجرائم السيبرانية.

تحالف جديد

ساهمت معادن كعضو مؤسس لأول تحالف في المملكة العربية السعودية لتبادل المعلومات في الأمن السيبراني ضمن قطاع الطاقة والذي يضم مجموعة كبيرة من شركات قطاعي الطاقة والتعدين مثل شركة سابك وصدارة وتصنيع والشركة السعودية للكهرباء بالإضافة إلى شركات أخرى تتشاطر مع معادن الاهتمام بقضايا الأمن السيبراني. يتمثّل الهدف وراء هذا التحالف في إنشاء منصة لتشارك المعلومات المتعلقة بالتهديدات بما يُمكن الشركات الأعضاء من رصد وتقييم ومراقبة التهديدات السيبرانية والتصدي لها بشكل أكثر فعالية. وعبر المنصة، سيكون بمقدور الأعضاء الاستفادة من المصادر المتوفرة وتقنيات إدارة المخاطر لتعزيز سرعة وكفاءة استجابتهم للتهديدات.

لطالما كان الأمن السيبراني من أبرز أولويات معادن، وسنواصل سعينا نحو تحسين قدراتنا في مجابهة التهديدات بالشراكة مع نظرائنا في القطاع وحول المملكة. معاً سنكون على أتمّ الاستعداد لردع الهجمات السيبرانية.